"أني لا أكذب ولكني أجامل "
مقولة مشهورة في مجتمعاتنا، فنجد البعض يقول من الأقوال ويفعل من الأفعال تحت هذا المسمى ، متخليا عن الصدق ،الذي يعتبر إحدى الصفات التي عُرف بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...
هل هذا صحيح ؟
هل نحن لا نستطيع ان نتعايشالا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذااو ذاك من الناس ؟
وما قيمة هكذا حياة نقضيهافي خداع بعضنا ؟
وما المانع من مصارحةالاخرين بارائنا فيهم ؟
اننا نقدم اعذارا واهيةوتبريرات ضعيفة لاكاذيبنا وخداعنا ..
نحن لا نريد ان نكسر قلبفلان .. ولا نريد ان نجرح علان ..
وكأننا اناس صالحون لا نريدان نسئ الى احد ..
وكأن الصدق هو فقط ان نقولللاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله ..
وان كان ذلك في الحقيقة هوالصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينالا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .
والحقيقة هي غير ذلك معالاسف ….
الحقيقة هي ان مصالحناالصغيرة وانانيتنا الضيقة هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك خوفا من اثارةعدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا التي بنينا عليها حياةالاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ، متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكلكنوز الارض ..
الا وهو احترامنالانفسنا
الصدق (العملة نادرةالوجود)
الصدق كلمة رائعة وجميلةلها منظرها الرائع وأنا أتخيلها كفتاة جميلة جداً وحسنة المنظر وكل من يراها يتعجبويمدحها ويتفرس فيها بدقة ويتمنى أن تكون شريكة حياته تقيم معه وتساعده في أمورالحياة.
ولكن سرعان ما يجذبه بعيداًعنها وينسيه جمال هذه الفتاة (الصدق) التي تسكن بين مجموعة كبيرة من أصدقائها ولكنلا نجد فيهم أي منظر جميل يلفت الانتباه. للأسف أقول إن هذه الفتاة الجميلة (أيالصدق) قلَ وجودها في الحياة.
والسبب لقد طغى عليها (الكذب) الذي صار أقوى منها، استطاع أن يحقق نجاحاً باهراً بين الناس. بل نستطيع أننقول إنه أخذ مكاناً كبيراً في البيوت وفي المجتمع نفسه. واليوم نفتش عن الصدق فلانجده موجوداً باستمرار وبكثرة، ولكن نرى في وجوهنا دائماً السيد (كذب) ولي قصد فيكلمة السيد بسبب أنه استطاع أن يسيطر على فكر وألسنة الكثير من الناس.
بالفعل لقد أصبح الصدقنادراً بسبب ظروف الحياة ، وبسبب التعليم البيئي. فنحن نسمع الآن أن الكذب ليسكذباً لكنه (فهلوة) أي شطارة وتفكير ويمكن أن نجملها لو شعرنا أن هذه الكذبة (كذبةبيضة) أي بدون قصد.
وقال آخر في المثل العربيإن (الكذب هو ملح الرجال) والملح له صفات عظيمة ورائعة من ضمنها أنه يحفظ من الفسادويعطي للأكل طعماً ومذاقاً ولونه أبيض ناصع، وصفات أخرىكثيرة....
ومن هنا نستطيع أن نعلن أنالصدق هو ملح الرجال وليس الكذب.
اتمنى أن نكون صادقين دائما قولا وفعلا...
وأنا أولكم
دمتم بخير
منقووووووول