الخوف من الحشرات
--------------------------------------------------------------------------------
المقالة وصلتني بالبريد
فشكرا لكاتبها
الخوف حالة طبيعية أوجدها الله في نفس الإنسان للمنفعة، لأن الخوف هو العامل الرئيسي الذي يشد الإنسان نحو حماية نفسه وتأمين الوقاية لها، والتفكير المستمر في إيجاد الوسائل القادرة على درء الأخطار عنه وسلامته، فهو من حيث المبدأ عامل إيجابي ولا عيب فيها ولا نقص, والمطلوب من الإنسان ليس اقتلاع جذور الخوف من النفس والقضاء عليه نهائيا.. فهو أمر غير ممكن...
إنما المطلوب هو توجيه هذا الميل الفطري نحو الأخطار الحقيقية الكبرى التي تهدد مستقبل الإنسان.. وليس نحو بعض المخاطر البسيطة..
المطلوب أن يخاف الإنسان من مركز القوة والثقل التي تهيمن على العالم وتسيطر على كل شأن من شؤونه أو كل ذرة من ذراته.. وهي قوة الله سبحانه وتعالى وهيمنته وعظمته..
والمطلوب أخيرا أن لا يكون الخوف عقبة وحاجزا أمام الإنسان يمنعه من التقدم والاحتفاظ بالحرية والكرامة..
لأن عقدة الخوف مرض نفسي إذا ما استبد بالإنسان أفقده الكثير من مقومات الرجولة وأحدث خللا خطيرا في حياته الشخصية والاجتماعية..
إن الحياة البشرية ليست كلها مسرات وأفراح وهدوء واستقرار نفسي.. بل هي أيضا سلسلة من المخاوف والمخاطر والنكسات والغصات والآلام.
أما الخوف من بعض الحشرات كالصراصير إلى حد أن يصاب الإنسان برهاب الصراصير فهو أمر غير مقبول.
الصرصور يُخيف البعض... وتصرخ النساء عند رؤيته!
لماذا نخاف الصراصير؟ سؤال لم نحاول معرفة أسبابه الحقيقية، ربما لعدم جدوى معرفتها، فمعظمنا يهرب عند مشاهدة "الصرصور الأسود ذي الشوارب الطويلة" يطل من ثقب أو يمر سريعا... والرعب الرعب إذا كان طائرا. تنطلق صرخات هلع وأحيانا ترتفع أصوات بكاء وتدب الرعشة في الأجساد، لمجرد اختفائه فجأة وعدم معرفة مكان تربصه بنا "نحن الكائنات الضعيفة". ويصيبنا الجمود إذا رأيناه فوقنا أو حتى إذا بقينا نظن أنه رابض تحتنا
ونتخيل كيف سينقض علينا من علٍ ويزدردنا
ولا يرتاح البال إلا حين يقتل سحقا أو "معسا" أمام أعيننا، على يد "المنقذ الصنديد". حينئذٍ، نصاب بحكاك مستغرب فنرفع طرف الثوب ونتحسس الظهر والشعر...
ثم نعود ونتساءل من جديد لماذا نخاف الصراصير حين نراها او حين تدب علينا؟ أسئلة كثيرة ومواقف مضحكة وغريبة وآراء عديدة من مصابين بـ"رهاب الصراصير".
والآن نأتي لرأي الطب النفسي في هذه الحالات ::
بداية، تشير الأخصائية النفسية أماني الجحدلي إلى المشكلات النفسية التي تصيب الإنسان بسبب الحشرات عموما "هناك خوف طبيعي مـن كـل شـيء قد يتسبب في إلحاق الضرر بنا. وهناك حالات عديدة يخرج فيها الخوف عن حده الطبيعي ليصبح مرضيا. ولكي نحدد أنه كذلك لا بد أن نعرف الخوف في حالته المرضية. وهو في ابسط تعريف له: خوف من موقف معين أو شيء معين من دون أن يشكل خطرا حقيقيا على الفرد".
وتتابع الجحدلي أن "الناس يختلفون، فاستجابتهم للمخاوف متفاوتة. بعضهم يصل إلى المستوى الطبيعي بينما البعض الآخر يخاف بشدة إلى درجة تظهر عليه أعراض جسدية، يكشفها الطبيب أو الأخصائي او المعالج النفسي، فلو أخذنا على سبيل المثال الخـوف مـن القطـط او الحشرات نجد أنه يصنف ضمن خانة المخاوف من الحيوانات zoophobia. فبمجرد رؤية الحيوان تبدأ أعراض جسدية معينة في الظهور عليه كالتعرق والإغماء وزيادة ضربات القلب.
ولابد من التدخل الطبـي بحيث يخضع الفرد للعلاج ليتخطى هذه الحالة". وترى الجحدلي أن "من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك: تخويف الأطفال بأسماء الحشرات مثلا او الحكايات المخيفة التي تحكى لهم وأحيانا يكون الخوف موجودا أساسا عند الكبار فينتقل إلى الصغار بطريقة لا يعيها الوالدان. فتصبح العملية وكأنها مشاركة وجدانية او مجرد تقليد للآباء وبعض الخبرات السالفة التي تكون ذات صلة بموضوع الخوف".
أما الحكاك، تشرح الجحدلي، "فهو استجابة شرطية للموقف. أي أن الشخص ربما كان تعرض لموقف سابق وأنتابه حكاك فتتعمم لديه ردة الفعل هذه وتتكرر".
تكوين الصورة المخيفة
ومن جانب آخر يتحدث الدكتور فلاح الغزوان، المدير التنفيذي لمركز "آراء للاستشارات والدراسات والتدريب" في دبي عن كيفية علاج الآثار النفسية الناتجة عن خوف الإنسان من الصراصير فيقول: "لا يخفى علينا أن الكثير منا يتملكه بعض مشاعر الخوف عند مشاهدة الصراصير وربما باقي الزواحف والحيوانات.
ومن الملاحظ بوضوح أن هذه الظاهرة تعانيها الإناث أكثر من الذكور وهذا في الحقيقة يعود إلى بعض الأفكار التي ينسجها الذهن الإنساني من خلال عملية التأمل السريع وربط الصور خلال مشاهدات تطبع صورا تخيلية مثــيرة للاشمــئزاز".
ويشرح الغزاون أن "عامل الخوف من هذه الحالات ناتج عن الأفكار التي علقت بذهن الشخص والتي يبني عليها صورا جديدة تثير حالة الخوف على الرغم من أن هذه الحالة في بعض الأحيان لا يوجد لها ما يقابلها في الواقع. ولكن الشخص يشكل صورة مخيفة لنفسه من خلال رؤية عالقة في ذهنه بغض النظر عن صحتها. وهي مرتبطة بالانطباع الحسي الذي تشكل نتيجة رؤيته لها من قبل لأن هذا سيقوم بتشكيل صورة ذاتية نابعة عن رؤية الشخص نفسه. ويبدو أن السبب الذي يجعل المرأة تعاني أكثر في هذا الجانب يعود إلى نعومتها وتعاملها مع مفردات حياتية سهلة بعيدة عن العنف وكل ما يتعلق بالجوانب الشديدة والمخيفة. وهذا امتداد طبيعي لأنوثها".
وأخيـــــرا همسة في الأذن :::::
مسكين ابن آدم يخاف من أضعف مخلوقات الله تعالى، لكنك تراه بجهله يعصي أوامر ربه، بل ويصر ويكابر ويعاند ويدعي الربوبية أحيانا فهذا فرعون يقول: (أنا ربكم الأعلى) وآخر يقول أنا أحي وأميت ألا يعلمون أن لله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما.